أخبار
أخر الأخبار

سيرة ومسيرة الشيخ محمد توفيق مكرم.. أبو حنيفة الصغير وعالم الأزهر الجليل

سيرة ومسيرة الشيخ محمد توفيق مكرم.. أبو حنيفة الصغير وعالم الأزهر الجليل

اكتشف سيرة ومسيرة الشيخ محمد توفيق مكرم، الملقب بـ”أبو حنيفة الصغير”، أحد أعلام الأزهر الشريف في القرن الرابع عشر الهجري، الذي جمع بين العلم والتواضع والإصلاح وخدمة مجتمعه حتى آخر عمره.

 

 

بقلم: محمد محسن حشاد – حفيد الشيخ

 

في سجل العلماء والدعاة الذين تركوا بصماتهم المضيئة في الأزهر الشريف، يبرز اسم الشيخ محمد توفيق محمد إبراهيم مكرم، الملقب بـ أبي حنيفة الصغير لغزارة علمه وسعة اطلاعه ويُعد الشيخ واحدًا من أعلام العلم والفضل في القرن الرابع عشر الهجري.

 

وُلد الشيخ الجليل بقرية شنوفة التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، في الثامن والعشرين من ديسمبر سنة ألفٍ وثمانمائةٍ واثنتين وتسعين

 وفي التاسع من جمادى الآخرة سنة ألفٍ وثلاثمائةٍ وعشر للهجرة.. نشأ في بيئة ريفية ، غير أن شغفه بالعلم دفعه مبكرًا إلى الالتحاق بالأزهر الشريف بالقاهرة، إذ لم تكن في قريته أو مدينته معاهد أزهرية آنذاك.

 

استقر الشيخ مع والده بمدينة طنطا حيث واصل دراسته، حتى حصل على شهادة العالمية والتخصصية، في زمن لم يكن فيه نظام الماجستير والدكتوراه قائمًا بعد. عُيِّن قاضيًا شرعيًا لمدة ثلاث سنوات، غير أن حبه للعلم ورغبته في تخريج أجيال من العلماء جعلته يطلب التحويل من سلك القضاء إلى التدريس بالأزهر الشريف، حيث درّس أولًا بالقاهرة ثم بمعهد الأحمدي بطنطا، قبل أن يعود إلى المنوفية ليعمل بمعهد شبين الكوم الأزهري.

 

ولم يمنعه العلم ولا الترقي من التواضع وخدمة أهله، فكان كلما جاءته ترقية للقاهرة رفضها إصرارًا على خدمة محافظته. ثم شاء الله أن يُعينا ولده الأستاذ عبد المعز و ابنته الأستاذة آمال محمد توفيق مكرم بالقاهرة، فانتقل معهما، وعمل أستاذًا متفرغًا وشيخ عمود بالأزهر، حيث قام بتدريس أصول الدين لطلاب العالمية والتخصصية بين عامي 1965 – 1967م.

 

وفي عام 1969م عاد إلى قريته شنوفة، وتولى منصب المأذون الشرعي حتى وفاته. وقد عُرف بين الناس بالكرم والسخاء، والبر بوالده؛ إذ كان وهو قاضٍ شرعي يتقاضى راتب ثلاثة جنيهات – وهو راتب كبير حينها – فيعطي والده جنيهًا، ويجعل آخر في وجوه الخير، ويكتفي لنفقاته الخاصة بالثالث.

 

وقد أنجب الشيخ ست بنات وأربعة أبناء، وكان يتمنى أن يواصل أحد من نسله مسيرة الأزهر، وقد تحققت أمنيته بعد وفاته بسنوات حين رزق من ابنته إلهام بحفيده محمد محسن حشاد، الذي التحق بالأزهر حتى تخرج في كلية أصول الدين جامعة الأزهر _ فرع طنطا 

عام 2012، والتحق بالعمل واعظًا في الأزهر الشريف، ليكون امتدادًا لرسالة جده.

 

عرف الشيخ توفيق في بلدته بالإصلاح بين الناس، وحرصه الشديد على عمارة بيوت الله، حتى أنه كان من أوائل المساهمين في بناء المسجد المعروف حاليًا بـ المسجد البحري، الذي ارتبط اسمه قديمًا بالشيخ توفيق لشدة عنايته به ..

وأذكر أن زوجته الحاجة أم توفيق قد ربت ولدها الصغير وهو أصغر الأولاد آنذاك 

خالي توفيق على التعلق بالمساجد أملاً أن يأخذ من والده ذلك وأن يتحقق فيه بشارة النبي صلى الله عليه وسلم ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..

  منهم ورجل قلبه معلق بالمساجد “

 

وقد وافته المنية في  

 الثالث من يوليو عام 1972م، الموافق الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة 1392هـ، بعد عمر قضاه في خدمة دينه ووطنه، ونشر العلم، وبث روح الإصلاح والخير بين الناس.

 

رحم الله الشيخ الجليل، وجعل ما تركه من علم وعمل في ميزان حسناته، وجعلنا الله خير خلف لخير سلف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى