
معتز الدين ابراهيم ميزو.. 40 عامًا من العزف والإبداع بين الإيقاع والغناء
تعرف على مسيرة معتز الدين ابراهيم ميزو، أصغر طبّال في مصر سابقًا، الذي واصل رحلته لأكثر من 40 عامًا بين العزف والغناء، من الأفراح الشعبية إلى دار الأوبرا.
القاهرة – على مدار أربعة عقود، استطاع معتز الدين إبراهيم رمضان، الشهير بـ ميزو أو معتز إبراهيم، أن يثبت نفسه كأحد أبرز عازفي الإيقاع في مصر والوطن العربي. وُلد في 11 أغسطس 1978 في منطقة حدائق القبة بمحافظة القاهرة، وبدأ مشواره الفني مبكرًا وهو في السابعة من عمره، ليصنع لنفسه مكانة فنية استثنائية بين الأجيال المختلفة.
البدايات مع فرقة الجوكَر والأسرة الفنية
بدأت علاقة معتز بالإيقاع عام 1985 – 1986 حين كان طفلًا صغيرًا، إذ التحق بفرقة والده الموسيقية الشهيرة فرقة الجوكَر، التي كانت تضم أكثر من 40 عازفًا ومطربًا. ورغم صغر سنه ومعاناته مع حمل الطبلة الثقيلة التي تسبب له آلامًا في ظهره، فإنه واصل العزف بإصرار وحب، ليصبح أصغر طبّال في مصر وقتها. ظهوره المبكر لفت الأنظار إليه، خاصة بعد مشاركته في برامج تلفزيونية شهيرة مثل برنامج الصهبجية، ما جعله يدخل الأضواء في سن مبكرة جدًا.
من الشارع الشعبي إلى المسارح الكبرى
مع مرور السنوات، صقل معتز مهاراته في العزف من خلال العمل في الأفراح الشعبية بمنطقة باب الشعرية، حيث تدرّب على أنماط عزف مختلفة، وتعلّم من كبار العازفين أمثال الأستاذ خالد جمعة والدكتور نجم نبيل. لم يكتفِ بالعزف التقليدي، بل أضاف لمساته الخاصة ليصبح لديه أسلوبه المميز وزوقه الفني الخاص.
وفي تلك المرحلة، عمل مع عدد من المطربين الشعبيين المعروفين مثل مجدي الجندي، طارق الشيخ، معوض العربي، ومحمود سعد، ما عزز خبرته وزاد من شهرته في الأوساط الشعبية.
لكن طموح ميزو لم يتوقف عند حدود الأفراح، فقد قرر أن يطور نفسه ليكون حاضرًا على المسارح الكبرى أمام جمهور واسع. وبالفعل، شارك في حفلات موسيقية مهمة داخل ساقية الصاوي ودار الأوبرا المصرية، حيث قدم عروضًا موسيقية راقية، وعزف تراثًا أصيلًا لعمالقة الفن مثل سيد درويش، محمد عبد الوهاب، محمد فوزي، وأم كلثوم.
تجربة الغناء وحلم المسرح
رغم شهرته كعازف إيقاع، ظل حلم الغناء يراوده. وبالفعل، حقق حلمه من خلال إقامة ثلاث حفلات خاصة به، غنى خلالها لمدة ساعتين روائع من تراث الغناء المصري مثل أغاني الشيخ إمام، محمد قنديل، وأنغام وأم كلثوم. ومن أبرز محطاته الغنائية غناؤه لقصيدة محكمة التي اشتهرت بصوت كوكب الشرق أم كلثوم، ليكون ثاني فنان في الشرق الأوسط يقدمها بعد الفنانة ريهام عبد الحكيم في مسلسل أم كلثوم.
تعاون مع كبار الفنانين
من خلال مسيرته الطويلة، عزف معتز إبراهيم ميزو مع مجموعة من أبرز نجوم الغناء في مصر والعالم العربي، ومنهم الفنان أحمد سعد، شيكو، أحمد بتشان، حسام حبيب، إضافة إلى مشاركته مع الموسيقار العالمي يحيى خليل في حفلات داخل دار الأوبرا المصرية وفي الإسكندرية، وهو ما اعتبره محطة مهمة في مشواره الفني.
عودة إلى شو الطبلة وتجديد الشهرة
رغم نجاحاته الكبيرة في المسارح، لم يتردد ميزو في العودة مرة أخرى إلى شو الطبلة في الأفراح مع الـ DJ بين العروسين، وهو الفن الذي يجمع بين الإيقاع والاستعراض. وبرغم أنه أعاده إلى الحزام الذي كان يؤلمه في صغره، إلا أنه عاد إليه هذه المرة بحب واختيار، ليحقق شهرة جديدة وسط جمهور الأفراح. وقد ساعده في دخول هذا المجال الفنان خالد السايس، الذي كان له فضل كبير في انتشاره بهذا اللون الفني.
مسيرة ملهمة ورحلة لم تنتهِ
اليوم، وبعد مرور 40 عامًا على بداية مشواره الفني، ما زال معتز إبراهيم ميزو يواصل إبداعه كعازف إيقاع ومؤدي غنائي، جامعًا بين التراث والحداثة، وبين الفن الشعبي والفن الراقي. مسيرته الطويلة ليست فقط قصة نجاح شخصي، بل رسالة ملهمة للشباب بأن الشغف والإصرار قادران على تحويل الموهبة الصغيرة إلى رحلة حياة مليئة بالإنجازات.