أخبار
أخر الأخبار

الشيخ محمد محسن حشاد: الإخلاص سر القبول ومفتاح النجاة في حياة المسلم

الشيخ محمد محسن حشاد

الشيخ محمد محسن حشاد: الإخلاص سر القبول ومفتاح النجاة في حياة المسلم

أكد الشيخ محمد محسن حشاد أن الإخلاص هو روح الأعمال وجوهر العبادة، وبه تُقبل الطاعات وتتحول العادات إلى عبادات، وهو سر القبول ومفتاح النجاة في الدنيا والآخرة.

الإخلاص… سر القبول ومفتاح النجاة

يُعَدُّ الإخلاص روح الأعمال ولبّها، وهو الأساس الذي تُبنى عليه الطاعات، فلا يُقبل قول ولا عمل إلا إذا كان خالصًا لوجه الله تعالى. وقد بيَّن القرآن الكريم أن الغاية من كل العبادات هي توجيه القلب والوجهة إلى الله وحده دون سواه، قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾
[ البينة: 5]
وقال سبحانه: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ…﴾.
[ الزمر: 3]

الإخلاص في اللغة هو النقاء والصفاء من كل شائبة
أما في الاصطلاح الشرعي فهو تصفية القلب والعمل من الالتفات إلى الخلق، فلا يطلب العبد على عمله شاهدًا إلا الله، ولا يسعى بثوابه إلا ما عند الله، ولا يتطلع بفعله إلا إلى رضوان الله.

وليس الإخلاص مقصورًا على الصلاة أو الزكاة أو سائر العبادات الظاهرة، بل هو روح تسري في كل تفاصيل الحياة، في طعام الإنسان وشرابه، في نومه ويقظته، في عمله وكسبه، بل حتى في أبسط أمور حياته اليومية
. يقول النبي ﷺ: “إنك لن تُنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها حتى ما تجعل في فم امرأتك” (رواه البخاري ومسلم).
بل يؤكد ﷺ أن النفقة التي ينفقها المسلم على أهله إذا قصد بها وجه الله تُحسب له صدقة
فيقول: “إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة” (رواه البخاري).

ومن هنا يتضح أن الإخلاص ليس حالة عابرة تُلازم العبد في المسجد فقط، وإنما هو منهج حياة كامل، يوجِّهُ النية في كل قول وفعل، حتى لا يبقى في حياة المسلم لحظة تخلو من نية صالحة..

وقد لخَّص القرآن هذا المعنى في قول الحق سبحانه: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ۝ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ (الأنعام: 162-163).

الإخلاص إذن هو الذي يحوِّل العادات إلى عبادات، ويجعل من أبسط الأعمال طريقًا إلى الجنة، ويجعل من حياة المسلم كلها طاعة وذكرًا لله عز وجل..
ومن فقد الإخلاص حُرِمَ بركة العمل، حتى لو كان في ظاهره صالحًا، لأنه فقد روح العبادة وجوهرها.

وفي زمن تتعدد فيه المغريات وتتشابك فيه المقاصد، يبقى الإخلاص هو المعيار الأصدق لتمييز الصالح من الطالح، والقبول من الرد، وهو السياج الحافظ للعبد من الرياء والسمعة، والموجِّه له إلى حقيقة العبودية لله وحده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى